الثلاثاء، 29 مايو 2012

اكتشاف مواهب الشباب من المدارس



 
الجديدة – فيينا : اختيار المهنة في الحياة امر صعب ، وهو كذلك امر صعب في العالم اجمع وعلى الاخص في وطننا . ففي نظام المدارس والجامعات وفي اجهزتها في الغرب اقسام واشخاص واساليب وانظمة للكشف عن المواهب والميول الطبيعية للشخص . ولمساعدته على اختيار المهنة المستقبلية الملائمة التي تتفق ليس مع كفاءاته ومواهبة حسب .. بل مع ميوله ورغباته ومطامحه ايضاً . ثم ان هناك مؤسسات وعيادات غير رسمية ( حكومية ) لعلم النفس المهني تساعد الوالدين في حسن توجيه الاولاد ” الشباب ” الى افضل المهن التي تناسبهم عقلياً ونفسياً وجسدياً حتى يتم التلاؤم بينهم وبين ما يقومون به .. فيبرعون في اداء اعمالهم وينتجون ويكونون سعداء في محيطهم في الوقت ذاته . ففي المدارس العامة في بريطانيا يتقدم الطلاب الى امتحان عام لجميع الاولاد يسمى ( امتحان العام الحادي عشر وما فوق ) اي من اعمارهم وعلى اساسه واساس تقرير اساتذتهم والتشاور مع ذويهم ، يجري توزيع الطلاب على المدارس المتنوعة والمختلفة بعضها يحضر الطلاب للتعليم الجامعي الادبي او العلمي ، وبعضها يحضر للتعليم العالي للدخول فيما بعد في كلية صناعية عالية ، وبعضها يحضر للتعليم الصناعي البسيط للدخول فيما بعد في مدرسة صناعية متوسطة او بعضها يهيء بعد في مدرسة تجارية مختلفة .. كما ان بعضها يحضر الطلاب لمدارس الفنون الجميلة وليس القرار في بادئ الامر حاسماً نهائياً اذ يسمح بانتقال الطالب اذ رأى الجميع ان ذلك مستحسن وفي مصلحة الطالب من مدرسة الى اخرى حتى يتم تلاؤمه حسب راى الاخصائيين وحسب رأيه ورأى ذويه .. ويتعاون في ذلك الفرد نفسه ووالده واساتذته والاخصائيون وكل يدلي بما عنده وبما راه وشاهده وبما توصل اليه من نتائج . وفي مدارس امريكا الثانوية وجامعاتها اقسام تعنى بالارشاد المهني كما توجد مؤسسات شعبية لهذا الغرض ذاته . يبرز منها علماء النفس العام وعلماء النفس الصناعي والمهني وعلماء النفس الاجتماعي . ومن اهم مايقومون به اجراء امتحانات الذكاء واجراء دراسات للشخصية ودراسات للعواطف والميول الخاصة .. وبعد دراسة طويلة عميقة ينصح المرء باتخاذ مهنة معينة .. ثم يراقب مدة قد تطول وقد تقصر .. وقد يجري بعض التحوير اذا لزم الامر ذلك .. ثم انهم يثيبون جميع من اتصلوا بهم وراجعوهم وقدموا اليهم النصح والارشاد والتوجه .. فيرون مدى نجاح النصيحة عملياً .. فيكتسبون بذلك خبرة عميقة وتجربة سليمة وواسعة تعينهم على تفهم القضايا الجديدة لحياتهم .. وعلى حسن توجيهها لتكون اقرب الى الصواب والواقع . فلا ريب في ان من واجب الاباء والامهات ان يتفهموا اولادهم تفهماً جيداً يمتاز بالعطف والحنان .. وان يساعدوهم على ابراز فضل ماعندهم وتطويره . وذلك بتوفير الجو الهادئ والمناسب والمستقر .. وتوفير بعض الادوات والالات غير المضرة وايضاً بقضاء اطول وقت ممكن .معهم يلاحظون ميول اولادهم وقدرة كفاءاتهم وعواطفهم ويشاركونهم امالهم واحلامهم المستقبلية المفعمة بالعطاء والاداء لجميع المجتمع .. ويقضون على مخاوفهم ويساعدونهم على شق طريقهم في الحياة .. وعلى كيفية معاشرة الناس والعلاقة الحسنة الطيبة معهم .. والوالدان بفضل ما يكتسبان من علم وخبرة وحنكة في الحياة يستطيعان ان يتوصلا الى معرفة افضل ما يلائم اولادهم لبناء مستقبلهم .. ولكن دون ان يتجاهلوا مايريد اولادهم وما يرغبون فيه .. ثم بعد ذلك يسلمانه الى المدرسة .. يبقيان على ايصال دائم ومستديم مع اساتذتهم لاخذ رايهم عنهم وعن سيرتهم في دروسهم ومناهجهم . وكذلك عن ميولهم وامالهم ورغباتهم وكفاءتهم العقلية والعاطفية والخلقية .. وكذلك قدرتهم غلى القيادة وتوجيه الغير ايضاً قدرة الاولاد على الابتكار والانجاز واخذ زمام المبادرة في الاقدام على اعمال ومشاريع يضعها اولادهم اثناء الدراسة .. ومدى الاسهام والمساعدة التي يحتاجونها او يطلبونها .. وكذلك مدى مثابرتهم على الاستمرار في مشاريعهم الصغيرة حتى ينجزوها .. فالمدرسة .. كذلك مطالبة بالكشف عن المواهب الطبيعية الكامنة في نفوس الناشئة وابرازها لانها تمتاز بكونها محيطاً ملائماً لانطلاق الطالب عقلياً وخلقياً واجتماعياً .. وكذلك لتطوره الجسمي بالرياضة البدنية والالعاب الرياضية المشتركة وبالجماعات المختلفة مثل جماعات ادبية وتمثيلية وجغرافية .. وكذلك باشتراكه في ادارة مقصف المدرسة وفي انواع النشاط المدرسي الاخرى . ومهما كان الامر ومهما تعددت السبل والوسائل والاجهزة العلمية وتوفير المؤسسات والاخصائيون لفحص الشخص وتوجيهه التوجيه الصائب السليم .. فان المسؤولية الاساس هي في ذلك تقع على عاتق الفرد ومدى ترتيبه .. فهو احرى ان يعلم ويعرف او فلنقل : ان يتعرف على كفاءاته وميوله ومطامحه ومقدرته في شتى الميادين الحياتية . مع ان المرء يميل في الغالب الى المبالغة في تقدير كفاءاته ومواهبة .. الا انه في قرارة ضميره يعرف تماماً اين يقف من كل ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق